صباح المونديال جميل ومشرق ويبعث علي التفاؤل حتي لو كان مصحوبا بشئ
من القلق وبعض من الخوف وكثير من الانفعال.. هذه هي الحالة العامة للشعب
المصري باستثناء عدد قليل جدا من الأفراد المعدودين علي أصابع اليد
الواحدة قفزوا من هذه الحالة المتداخلة في المشاعر وان كانت ملتصقة في
هدف واحد هو الحب الخالص للمنتخب والرغبة الخالصة في التأهل لنهائيات كأس
العالم. لكن المشكلة ان العدد القليل الذي نحصيه علي أصابع اليد الوحدة
هم القادة الجدد في توجيه الرأي العام.. ولأن مباراة مصر والجزائر يوم
٤١ نوفمبر في أعلي تصنيف الأهمية ولأنها تاريخية وشديدة الحساسية وكثيرة
التعقيدات الجماهيرية والاعلامية، فانها عمليا اصبحت خارج السيطرة أمام
توجه مشترك للتهدئة لم يجد له أرضا واقعية ينمو بها لأن حجم الموت اكبر
من قدرتنا علي تطويقه واستئناسه.. البديل الوحيد لتأمين هذه المباراة
وكبح جماح الانفلات المتوقع ان تتحول حملة التهدئة الي حملة توعية، بشرط
ان تأخذ القنوات الفضائية فاصلا من اشتباكها الشخصي وتؤجل الي ما بعد
المباراة.. وتسير في ركب الصحافة الورقية التي استطاعت بخبرتها وعمق
تجربة العاملين فيها وتحليهم بروح المسئولية في اطار منافسة طبيعية لخدمة
هدف عام بعيدا عن صراعات اثبات الجدارة واستحقاق العوائد المالية الضخمة
التي تحكم صراعات رموز هذه القنوات الفضائية، ان تضبط انفعالاتها وتخرج
من دائرة الاشتباه والاشتباك.. لأننا مؤسسات واضحة المعالم والرسالة
ولها أرضية شرعية صلبة بعكس الفضائيات تقدم كلاما نظريا جميلا و،أفعالا
عملية شديدة الضرر والخصوصية. حملة التهدئة لمي عد لها مكان بدليل ان
حرارة الاشتباك بين جمهور المنتخبين ترتفع في تصاعد متسارع من خلال
المنتديات الالكترونية والتي تبث شعارات وآراء خارجة عن النص وتتضمن
إهانات صارخة للشعبين يصعب نقلها للناس.. هذا الاشتباك بين الجمهورين لم
يتراجع خطوة واحدة الي الخلف بل قفز خطوات الي الامام رغم ان الجهود
الرسمية خففت الي حد ما من الاشتباك الاعلامي بين الطرفين لكن لم يكن
ذات تأثير حقيقي في تحقيق الهدف الاساسي وهو كبح جماح الانفلات
الجماهيري. والمطلوب في الأيام الستة القادمة ان نكثف حملة التوعية
البديلة.. وهدفها الرئيسي تأمين المباراة.. نحتفظ بانفعالنا دون
الاحتكاك بالآخرين.. نهتف ونضغط نفسيا علي منتخب الجزائر لكن لا يلعب
افضل منا دون استخدام ادوات محظورة في التعبير عن الانفعال والضغط
النفسي علي المنافس مثل رمي الطوب أو الزجاجات او الشماريخ لان تقارير
مراقبي الفيفا وطاقم التحكيم لا تهتم الا بما يفسد الملعب ويعيق سير
المباراة.. ان يمارس الجمهور حملة نفسية في المدرجات دون ان ينقلها الي
المعب.. وان يستوعب مشاعر الجمهور الجزائري الذي من حقه ايضا ان يضغط
نفسيا علي منتخبنا لكي يلعب فريقه افضل خاصة ان الاستفزاز وسيلة معتمدة في
مباريات الشمال الافريقي في المدرجات وفي الملعب، وهدفها مرصود ومعروف
وهو تحويل المدرجات الصاخبة الملتهبة الي عامل ضغط سلبي علي صاحب الأرض.
وحملة التوعية تحتاج اما الي اتفاق تلقائي بين وسائل الاعلام التي ادركت
الآن انه لا جدوي من حملات التهدئة وبيان رسمي من وزارة الاعلام و وزارة
الداخلية بأن ننفعل مع أنفسنا ولا ننفعل مع غيرنا.. وأن يكون رجال
الأمن شديدي الصرامة والحسم في ضبط ايقاع المدرجات والاجتماع بروابط
المشجعين والتفتيش الذاتي للعناصر المشاغبة المعروفة لمنع دخول ادوات
محظورة جاهزة للاستخدام.. ومصادرة اي لافتات مسيئة لدولتين وشعبين
شقيقين بالفعل مثل التي نطالعها في المنتديات الالكترونية وليس لها
علاقة بالرياضة ولا كرة القدم ولا يستخدمها الا رواد الملاهي الليلية.