منتديات السفير الطائر
نتشرف بتواجدك معنا عضو غالى على منتدانا منتداك
شعارنا
لسنا الاول ولكن نسعى ان نكون الافضل
منتديات السفير الطائر
نتشرف بتواجدك معنا عضو غالى على منتدانا منتداك
شعارنا
لسنا الاول ولكن نسعى ان نكون الافضل
منتديات السفير الطائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السفير الطائر

منتدى السفير الطائر
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
مواضيع مماثلة

     

     قصة واقعية

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    خالدية.خالدية
    مشرف
    مشرف
    خالدية.خالدية


    الجنس : انثى عدد الرسائل : 1523
    العمر : 43
    تاريخ الميلاد : 10/10/1980
    جنسيتك : جزائرى
    المنتدى : قصة واقعية 111010
    تاريخ التسجيل : 21/08/2009

    قصة واقعية Empty
    مُساهمةموضوع: قصة واقعية   قصة واقعية Icon_minitimeالأربعاء 10 مارس 2010, 8:55 pm



    المرأة حقيقة من لحم ودم، قابلتها في سجن منذ بضعة أعوام. كنت أقوم ببحث عن شخصية بعض النساء المتهمات أو المحكوم عليهن في قضايا متنوعة. وقال لي طبيب السجن أن هذه المرأة حُكم عليها بالإعدام لأنها قتلت رجلاً، ولكنها ليست كالقاتلات المقيمات هنا في السجن، فهي شخصية مختلفة تمامًا، ولن تقابلي واحدة مثلها داخل السجن أو خارجه. إنها ترفض مقابلة أحد، وترفض أن تردّ على أحد وهي لا تأكل إلا نادرًا، ولا تنام إلا عند الفجر. تراها السجانة أحيانًا جالسة شاردة محدقة في الفراغ ساعات طويلة، وذات يوم طلبت ورقة وقلمًا، وقضت ساعات كثيرة منكفئة فوق الورقة، ولم تعرف السجانة إذا كانت تكتب رسالة إلى أحد، أم أنها لم تكتب شيئًا على الإطلاق. وسألت طبيب السجن: - وهل هي ستقابلني؟. وقال: - سأحاول أن أقنعها بأن تجلس معك بعض الوقت، وربما توافق حين تعلم أنك طبيبة نفسية ولست محققة من النيابة. فهي ترفض الإجابة على أي سؤال، وقد رفضت التوقيع على الالتماس لرئيس الدولة من أجل تخفيف الحكم عليها من الإعدام إلى السجن المؤبد. سألته: - من كتب لها هذا الالتماس؟. قال: - أنا كتبته لها، لأني في الحقيقة لا أشعر أنها قاتلة. لو نظرت في وجهها وعينيها فلا يمكن أن تتصوري أن هذه الرقيقة يمكن أن تقتل. وسألته: - ومن قال أن عملية القتل لا تحتاج إلى رقة؟. وحملق في وجهي بدهشة لحظة خاطفة، ثم ضحك ضحكة عصبية قصيرة وقال: - هل قتلت أحدًا؟. قلت: - وهل أنا امرأة رقيقة؟. حرك رأسه إلى الناحية الأخرى، وأشار إلى نافذة صغيرة وقال لي: - هذه هي نافذة زنزانتها، سأذهب لأقنعها بأن تنزل إليك. وعاد إليّ طبيب السجن وحده. رفضت فردوس أن تقابلني. وكان عليّ في ذلك اليوم أن أقوم بفحص نفسي لبعض المسجونات الأخريات، لكني ركبت سيارتي الصغيرة وغادرت السجن. وفي بيتي عجزت عن عمل أي شيء. كان عليّ أن أراجع مسودات كتابي الأخير، لكن ذهني عاجز عن التركيز في شيء آخر غير هذه المرأة المسماة " فردوس" والتي سوف يُنفذ فيها حكم الإعدام بعد عشرة أيام. في الصباح الباكر من اليوم التالي وجدت نفسي في السجن. لم يكن طبيب السجن قد وصل بعد، وطلبت من السجانة أن تسمح لي بمقابلة فردوس، لكن السجانة قالت لي: - لا فائدة ي دكتورة. إنها لن تقابلك أبدًا. وسألتها: - لماذا؟. قالت: - إنهم سيشنقونها بعد أيام، فما الذي تريده منك أو من غيرك؟.. أتركوها في حالها!. كانت لهجة السجانة غاضبة، ونظرت إليّ بعينين حانقتين وكأنني أنا التي سأشنقها بعد أيام. وقلت للسجانة: - أنا لست من المسئولين هنا في السجن أو خارج السجن. قالت بغضب: كلهم يقولون ذلك. سألتها: - ولماذا أنت غاضبة إلى هذا الحد؟ هل تعتقدين أن فردوس بريئة ولم تقتل؟ ردت بغضب أشد: قتلت أم لم تقتل، إنها بريئة، ولا تستحق الشنق. أنهم هم الذي يستحقون الشنق. سألتها: - من هم؟. نظرت إليّ في ريبة وقالت: - من أنت؟.. هل" هم" الذين أرسلوك إليها؟. سألت مرة أخرى: - من هم؟. تلفتت حولها في حذر أشبه بالخوف، وابتعدت عني وهي تقول: - هم! ألا تعرفينهم؟. قلت: لا. ضحكت ضحكة ساخرة وتركتني. وسمعتها تقول لنفسها: كيف لا تعرفهم وكل الناس تعرفهم؟. وتكررت زيارتي للسجن، وفي كل مرة حاولت أن أرى فردوس، لكن محاولاتي كلها باءت بالفشل. وأصبح البحث النفسي الذي أقوم به مهددًا بالفشل، بل إن حياتي كلها بدت أمام عيني كأنما هي فاشلة أو مهددة بالفشل. وأحسست أن ثقتي بنفسي بدأت تهتز أو اهتزت فعلاً. ومرت بي لحظات قاسية خيلت إليّ أن هذه المرأة القاتلة والتي ستقتل بعد أيام أفضل مني، وأنني إلى جانبها لست إلا نملة صغيرة تزحف على الأرض وسط ملايين الحشرات. كلما تذكرت شكل عيني السجانة أو طبيب السجن وهما يتحدثان عن رفضها لكل شيء، وإعراضها عن كل شيء، وبالذات عن لقاءها بي، يزيد إحساسي بضآلتي. وفي إحدى الليالي أصابني أرق، وسؤال ملح في أعماقي لا يريد أن يكف: أي نوع من النساء هي؟! وإذا رفضتني فهل معنى ذلك أنها أفضل مني؟. ولكنها رفضت أيضًا مخاطبة رئيس الدولة في طلب له لإنقاذها من الشنق. فهل هي أفضل من رئيس الدولة. وتملكني إحساس غريب أشبه باليقين أنها أفضل من كل الرجال وكل النساء الذين نسمع عنهم أو نراهم أو نعرفهم. وخطر لي هذا السؤال وأنا أحاول أن أتغلب على الأرق: هل رفضتني وهي تعرفني، أم رفضتني دون أن تعرفني؟..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    قصة واقعية
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » قصة واقعية طلبة تموت فى الحمام

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات السفير الطائر :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصة-
    انتقل الى: