][ لذة انتقآآم ][ ~
أتلذذ عند سماع صُراخه ..
أشعر برائحة الانتقام تفوح أرجاء الدار المهجور..
أنا المُسيطرة أخيراً و أنا الأقوى الآن ..
طالت سنين عيشي تحت رحمته و كرامتي أُهانت تحت قدمه ..
أصبحنا نعيش سوياً بعيداً عن البشر ..
كالوحوش المسافرة تحت القمر ..
ينظرُ إلي نظرة الرجاء لكنني داءٌ يا عزيز و لستُ دواء..
قد قتلت حُلمي الصغير من أجل طعنات التي لا تنتهي ..
و استوطنت العذاب داخل قلبي الصغير ..
سرقت مني لحظات عمري التي غدت كابوساً يحرق مستقبلي المجهول.
جعلت مني أنثى الجسد التي تأبى منها الحراك..
أصبحتُ خادمتك التي لا تنطق لا تسمع و لا حتى ترى ..
جعلت من جمرة حقدك ناراً أحرقت ما تبقى من الرحمة في قلبي .
فانتظرتُ هذا اليوم لأجعل من ساعات ألمي سنيناً ترسم لك طريقاً من الذل الذي لا و لن ينتهي ..
انا بجمالي أميرة تتربع معشر النساء ..
..
و أنوثتي منبعاً لرقة لما تنعم بها باقي إناث حواء ..
و قد جعلت مني وحشاً صارخاً ..
.
..
..
اعيش عيشة الهوان فأنت أحقر من الحيوان...
.. ..
أنها الساعة الواحدة ليلاً حان وقت أطعامه ..
لكن السكون يبدو غريباً جداً لم اسمع صرخته المُعتادة عندما فتحت الباب .
يا الله جسده مرمي على الأرض ..
ما الذي جرى له ..
اقتربت منه بهدوء محاولة إيقاظه لكنه لا يسمع صرخت عليه حاولت و حاولت جسده بارد كقطعة الثلج ..
دون حِراك و بلا نفس ؟؟؟!!!
هل مات ..!!
لا استحالة أن يموت هكذا ..
طيلة الوقت و صوت سيارة الإسعاف يرنُ في أذني ..
لا أجد إجابات على أسئلتي ...
كُنت اتهمه بالإجرام و غدوتُ مثله !!
هل مات ؟؟؟!
هل كان عذابي قاسياً ؟؟
لماذا لم أتركه لربي ليُعاقبه ؟؟
ويلاه أين ذهب عقلي ؟؟
هل جُننتُ كما جُن ؟؟
..
وصلتُ بُقرب جسده المُلقى بإرهاق على السرير الأبيض و من حوله الأجهزة و بُضع أنفاس تحاول الخروج ..
بعد برهة فتح عيناه و بدت لي مُختلفة ..
لم تَكُن نظرت الجنون الغابرة التي أرهقتني طيلة السنين ..
بدأ بالحديث و دموعاً حارقة تنزلُ ببرود على وجهه ..
: غاليتي كُنت جسد بلا عقل طيلة حياتي .
أردتُ أن أكون سيداً يخافني البقية..
انت أجمل ما وقعت عيناي عليه ..
تمنيتُكِ وحصلتُ عليه..
لم أكون أرغب بتعذيبك لكن الشر الذي اكتسبته من لحظات الضياع التي قاسيُتها أعمى منابع الخير بداخلي ..
ـــ
أمسك بيدي و تحسست برودة عروقه,,
نطق الكلمة بصعوبة و على ما يبدو أن الألم داخلهـ قد أزداد ..
: سامحيني ..
ذرفت دموعي التي هجرتُها في زمن القسوة نزفت ألماً نادمةٌ على تهوري احتضنت يديه و نطقتها بهدوء يرافقه نظرة سعادة للقادم فالغد أفضل بالتأكيد ..
: سامحتُك فسامحني ..
بتسم و هّز رأسه بالموافقة ..
..
علينآ أن نمحو الماضي أحياناً لكّي نعرف كيف نعيش ..
السعادة منبعها التفاهم و الانغماس في فهم الآخرين ..
أن تُخطأ ليس عيباً فالبشر ليسُ ملائكة معصومين عن الخطأ بل الغباء أن تستمـر في الخطأ ..
عند الأنتقآم يستمر التلذذ فيه للحظة فقط و عند التسامح تستمر اللذة فيه طيلة العمر..............المسامح كريم