ابوندا مساعد المدبر
الجنس : عدد الرسائل : 2115 العمر : 53 تاريخ الميلاد : 10/01/1971 المهنة : جنسيتك : مصرى الاوسمة : المنتدى : تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: اين نحن منهم؟ للداعية عمر خالد السبت 05 سبتمبر 2009, 12:08 am | |
| أين نحن منهم؟
* عمرو خالد
عمرو خالد
تحدثنا أمس عن الإيثار وما اتسم به المهاجرون والأنصار من مظاهر كلها تشير إلى هذه الفضيلة، وأوضحنا كيف كانت المدينة بأكملها تتكالب على اغتنام هذه الخاصية الرائعة، فما حصل فى هذه البلاد كان فوق الخيال يقول الصحابة أن ما من مهاجر دخل المدينة، إلا بالقرعة من كثرة تكالب الأنصار على من يأتى من المهاجرين. كل منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون بالقرعة.
ونحن الآن، تكون الأم قد كبرت فى السن وتريد من يرعاها ويكون هناك زوجة الابن، وزوج الابنة، وبناتها وكل منهم لا يريد أن يضيفها ويرسلها للآخر أنظر للأنصار وكانوا ضعفاء وفقراء، ونحن بيوتنا على أكمل وجه وزوجة الابن لا تتحمل والدة زوجها.
من إيثار الأنصار للمهاجرين سيدنا سعد بن الربيع (أنصارى) نزل عليه سيدنا (عبدالرحمن بن عوف) من المهاجرين، قال له يا أخى: هذه أموالى أجمعها لك ــ جمعها كلها من السوق ــ أقسمها بينى وبينك هذا نصفى وهذا نصفك، وهذه هى الأراضى التى أمتلكها أقسمها بينى وبينك، وهذا هو بيتى، وإنى متزوج بامرأتين آتى لك بهما حتى ترى أيها تحب لأطلقها لك وتتزوجها بعد أن تفى عدتها ــ لكن انظروا للإيثار إلى أى درجة وصل؟
لكن عبدالرحمن بن عوف كان لديه ذوق ولم يستغل الفرصة وقال له جزاك الله خيرا، أين السوق؟ كل هجرة حدثت فى التاريخ كانت بالدماء، هجرة الأوروبيين إلى أمريكا ــ وكلنا شاهدنا أفلام الهنود الحمر ــ كم من الدماء؟ وكم من الهنود الحمر قتلوا لكى تكون أمريكا للأوروبيين؟ لكن أعظم هجرة فى التاريخ كانت كلها حب، كلها إيثار لأنها كانت هجرة المهاجرين إلى المدينة.
وانظر إلى استقبال الأنصار لهم تخيل كل أنصارى كان يقاسم المهاجر فى بيته، وأمواله، وملابسه وملابس زوجته تقاسمها فيها زوجة المهاجر، وكذلك ملابس الأولاد، من يتخيل أنه يقاسم بيته مع أحد، ويا ترى كانت مساحة بيوت الأنصار 200، 300 أم كانت صغيرة، وكيف فعل ذلك ولم يخف من زوجته، وكيف أن زوجته قبلت ؟
ذلك لأن الإيثار يجعل البركة تعم، ويجعل رضا الله يوسع من رزقك، لكن ما دمت لديك الأثرة ــ وهى عكس الإيثار ــ أن تؤثر نفسك على الغير، لن تشعر بالبركة. اقتح دولاب ملابسك وانظر إليه ستجد ملابس منذ 3 سنوات وملابس لا ترتدينها، لماذا لا تخرجينها؟ وأنا لا أقول لك الجديد؟ فما بالك بالنبى الذى يتصدق بالجديد؟ والذى يقاسم بيته؟ مثل صعب، أليس كذلك؟
لدرجة أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما هاجر وصحابته إلى المدينة ذهب إلى الأنصار وقال لهم عن المهاجرين: إخوانكم تركوا الأموال والأولاد وجاءوكم، لا يعرفون الزراعة، فهلا قاسمتموهم؟ فقالوا: نعم يا رسول الله، نقسم الأموال بيننا وبينهم بالسوية ــ والرسول كان يقصد مساعدتهم فقط ــ فقال لهم النبى أو غير ذلك؟ ــ ممكن تقدموا لهم شىء آخر ــ فقالوا له وماذا بعد يا رسول الله؟ ألا تقاسمونهم الثمر ــ لأنهم لن يستطيعوا التصرف بالأموال أو الخروج من المدينة لأنها محاصرة فقالوا: نعم يا رسول الله، بِمَ يا رسول الله، فقال: بأن لكم الجنة.
أتمنى أن تكونوا قد فهمتم ما أقصده من ها المقال، وأتمنى ألا يأتى صديقى ويقول لى: وأين نحن من الصحابة؟!
*داعية مصري | |
|